تقديم:
في إطار أجرأة توجهات وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، الهادفة إلى إرساء وتعميم منهجية العمل بمشروع المؤسسة المندمج(المذكرة الوزارية رقم 87 بتاريخ 6 أكتوبر 2021)، ومن أجل الرقي بالأداء التربوي والتدبيري للمؤسسات التعليمية، من خلال تطويرمؤشرات الإنجاز الكمية والنوعية، وترصيدا للتجارب الناجحة وما راكمته المنظومة التربوية في هذا المجال، تمت صياغة توجهات استراتيجية جديدة تتجلى في رؤية استشرافية تجعل من مشروع المؤسسة آلية للتدبير وأداة للتعاقد.
تعريف مشروع المؤسسة المندمج:
يعد "مشروع المؤسسة المندمج" نتاجا لمقاربة جماعية قائمة على تعبئة المتدخلين قصد تشجيع اعتماد ممارسة جديدة، داخل المؤسسات التعليمية، في مجال التدبير المدمج والمناهج التربوية المتمحورة حول التلميذ. ويركزمسار بلورة وتمويل "مشروع المؤسسة المندمج" على مسؤولية كافة الأطراف المعنية في المؤسسة، مع الحرص على احترام مقاربة النوع والإدماج الاجتماعي والتنوع في التعبير عن الاحتياجات، وتحديد الأولويات، واجرأة مختلف العمليات، وتتبع وتقييم المنجزات.
أهداف العمل بمشروع المؤسسة المندمج:
- بلورة طموح جماعي للارتقاء بجودة الخدمات التي تقدمها المؤسسة؛
- التعبئة القصوى لجميع الفاعلين التربويين والإداريين والتلاميذ، والشركاء وضمان انخراطهم القوي في تحقيق أهداف المشروع؛
- تحسين جودة الحياة المدرسية؛
- تشجيع المبادرة والابتكار لإيجاد حلول مناسبة تبرز الأدوار الفاعلة للمؤسسة والشركاء؛
- البحث محليا وجماعيا عن حلول ناجعة لمشكلات الهدر والتعثر الدراسي وضعف النتائج، والتغيب، وقلة الوسائل، وغيرها من المشاكل التي تؤثر سلبا في جودة خدمات المؤسسة التعليمية؛
- تفعيل الحكامة والمشاركة التشاركية والتدبير بالنتائج وانفتاح المؤسسة على المحيط؛
- تفعيل التعبئة الاجتماعية لتقوية الشراكات والتعاون وجلب الموارد؛
- تأهيل القضاءات المدرسية.
أهم مجالات مشروع المؤسسة:
- دعم التمدرس ومحابة الهدر المدرسي،
- الدعم التربوي؛
- الدعم النفسي الاجتماعي؛
- إحداث وتنشيط الأندية التربوية (المواطنة، البيئة، الصحة، الرياضة، الثقافة، الفن....)؛
- دعم المعامل التربوية؛
- تنمية الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية...؛
- ترسيخ التربية على القيم وتنمية السلوك المدني؛
- التطبيقات العملية للتعلم في الحياة؛
- تحديث وتحسين تدبير المؤسسة؛
- تحسين كفايات التدريس؛
- تعزيز المردودية؛
- تكييف المناهج وإثرائها؛
- توفير الوسائل التعليمية وصيانتها؛
- تحسين البنيات والمرافق والفضاء؛
- تنمية الشراكات وجلب الموارد،
- انفتاح المؤسسة على محيطها.
بعض المشاريع التربوية المستجدة:
- مكون التعليم الأولي؛
- مكون التربية الدامجة؛
- مكون التوجيه المدرسي والمهني والجامعي؛
- مكون المهارات الحياتية؛
- مكون الارتقاء باللغات.
سبل الإدماج في مشروع المؤسسة:
- تحديد علاقة المكون بتجويد التعلمات من أجل النجاح الدراسي؛
- أهم مؤشرات تشخيص وضعية المكون في المؤسسات التعليمية؛
- أهم الأنشطة التي يمكن برمجتها لنتائج التشخيص ومراعاة لخصوصيات المؤسسة التعليمية؛
- أهم مؤشرات تتبع وتقويم الأنشطة المنجزة وسير إدماج المكون في مشروع المؤسسة؛
- أهم نقاط القوة أو الفرص التي يمكن الارتكاز إليها في عملية إدماج المكون في مشروع المؤسسة؛
- أهم الصعوبات والمخاطر المحتملة في عملية إدماج المكون في مشروع المؤسسة.
شروط نجاح مشروع المؤسسة المندمج:
النظر إلى جودة التعلم في شموليتها:
- إبراز أهمية المكتسبات المدرسية في الحياة؛
- اكتساب معارف وكفايات قابلة للنقل والتكييف؛
- تنمية الاتجاهات والسلوكات المناسبة للحياة؛
- غرس إرادة التعلم المستديم.
التواصل الداخلي والخارجي الفعال والنشيط:
- التعبئة وانخراط مختلف الأطراف بما يضمن الانسجام والتناغم؛
- تيسير اتخاذ القرار على امتداد سيرورة المشروع؛
- اعتماد أساليب القيادة المستمدة من التأثير الاجتماعي المرتبط بمصداقية القيادة؛
- اعتماد تواصل يركز على الهدف الأساس بدل التفاصيل؛
- تنويع قنوات ووساءل التواصل المتاحة والمؤثرة.
أدوار قيادية وفريق قيادةمتنوع وفعال:
- تعدد المكونات يحيل إلى تنوع الفريق؛
- رؤية موحدة حول المشروع؛
- استعمال مواطن القوة لدى كل عضو.
اليقظة والتحليل المستمر للمخاطر:
- جميع مكونات مشروع المؤسسة المندمج تتأثر ببعضها البعض؛
- تحديد الفرضيات التي يحتكم إليها المشروع؛
- رصد مختلف العوامل التي يحتمل أن يكون لها وقع على المشروع وعلى إمكانية تحقيقه لأهدافه؛
- تتبع تطورها واتخاذ تدابير وقائية من خلال وضع مخطط للتدخل.
مراحل ومسار تنزيل مشؤوع المؤسسة المتدمج:
1. الانطلاقة:
تحديد الأطراف المعنية بالمشروع وتشكيل لجنة القيادة داخل المؤسسة.
2. مرحلة التشخيص:
هي مرحلة يتم من خلالها التشاور بين أعضاء الفريق، للتوافق حول المعيقات الأساسية أمام نجاح التلاميذ والتلميذات. من خلال المزاوجة بين معطيات كمية ونوعية:
- نتائج التحصيل الدراسي للتلاميذ والتلميذات؛
- تقارير المجالس والمعاينات النوعية والمتوافق حولها من لدن أعضاء الفريق.
تعتبر هذه المرحلة، مرحلة الاختيار المتبصر للعقبات الرئيسية، والتي سيتدخل الفريق لتجاوزها.
يعرف الاختيارالحكيم من:
- عدد متواضع من الأولويات، من 2 إلى 3 كحد أقصى؛
- تتمحور الأولويات حول المعيقات الرئيسية.
- نقوم بإعداد لائحة بأهم العوائق التي تحول دون نجاح تلامذتنا؛
- نقوم بإعداد لائحة بأهم المخاطر التي تحول دون نجاح تلامذتنا؛
- نقوم بوضع لائحة لنقط القوة التي نتوفر عليها في مؤسستنا؛
- اعتماد مصادر معلومات موثوقة ومؤشرات إحصائية دقيقة وعدم الاكتفاء بالانطباعات والعموميات؛
- نستحضر جميع المكونات والأبعاد في عملية التشخيص.
تقنية SWOT
تستعمل هذه الطريقة لتحديد:
- الإيجابيات والسلبيات داخل المؤسسة(نقط القوة ونقط الضعف)؛
- الفرص الموجودة خارج المؤسسة(الفرص والتهديدات).
- استكشاف احتمالات وجود جهود جديدة أو حلول إبداعية للمشاكل المطروحة؛
- تحديد مواقع التغيير الممكن؛
- تعديل الخطط وصقلها في منتصف المسار وفق الفرص الجديدة التي قد تظهر خلال مرحلة إنجاز المشروع.
3. تحديد الأولويات:
تمثل هذه المرحلة لحظة الاختيار الحكيم للعقبات الرئيسية التي يعتزم فريق العمل التحكم والتأثير فيها مستقبلا، ويتسم الاختيار الجيد بِــ:
- عدد محدود من الأولويات(2 أو 3 على الأكثر)؛
- أولويات تعالج العقبات التي تقف أمام نجاح التلميذات والتلاميذ؛
- استحضار فريق القيادة لكل إمكانياته للتغلب على هذه العقبات.
من خلال الجواب على سؤالين أساسيين:
- ما مدى قرب أو بعد العوائق عن تعلمات التلاميذ؟
- هل لدينا من نقط القوة ما يمكننا من تجاوز هذا العائق؟
اختيار الأولويات يكون بالتوافق بين أعضاء فريق المشروع
4. مرحلة الأجرأة(تنفيذ التدابير):
خلال هذه المرحلة يتم وضع سلسلة من الإجراءات والنشطة لإزالة العقبات التي تحول دون تحقيق النجاح، والتي تم تحديدها في المرحلة السابقة، وسيكون من الأجدر برمجة الإجراءات والأنشطة.
- القريبة من التعلمات؛
- المرتبطة بالحياة المدرسية للمتعلمين والمتعلمات؛
- القابلة للإنجاز في آجال زمنية معقولة في علاقتها بمدة المشروع المحددة في ثلاث سنوات؛
- توزيع الميزانية التقديرية حسب نوعية التدابير وتحديد مؤشراتأداء قابلة للقياس.
تتحقق بطرح سؤالين:
- هل حددنا في نقط قوتنا دعامة(مرتكزا) تمكننا من تنفيذ هذا الإجراء؟
- ما مدى قرب أو بعد هذا الإجراء عن تعلمات التلاميذ؟
5. مرحلة الضبط(التعديل والتتبع):
تتم على ضوء مؤشرات محددة، حيث يعتبر أثر مشروع المؤسسة على المسار التعليمي والتربوي للتلميذات والتلاميذ من أهم مؤشرات فعاليته.
أسئلة موجهة:
- هل تم إنجاز العمليات المتفق عليها فعلا؟
- هل حققنا الهدف المحدد؟ هل وصلنا للنتيجة المتوخاة؟
إعادة الضبط كلما تبين عدم نجاعة وفعالية العمليات بالنظر إلى عناصرالتشخيص.
6. مرحلة الانتقال:
تجميع وتوطيد المعطيات قصد تحيين وضعية المؤسسة.
6. خاتمة:
وإذا كانت الأولويات والإجراءات والوسائل تختلف بين المؤسسات التعليمية، فمن الضروري لإنجاح الاستراتيجية الجديدة لمشروع المؤسسة المندمج أن يتم توحيد منهجية العمل، وذلك بجعل الغاية المشتركة لجميع مشاريع المؤسسات، التحسين المستمر لجودة التعلمات.
ولن يتأتى ذلك إلا بضمان تعبئة وانخراط جميع الفاعلين التربويين والإداريين، والمتعلمات والمتعلمين في تحقيق أهداف المشروع تكريسا لمنهجية التدبير الجماعي للمؤسسة.
وتستمر العجلة في الدوران ونحن نطرح الأسئلة:
شكرا لكم بالتوفيق انشاء الله الموقع التربوي مسار التفوّق
ردحذف