الموقع التربوي الموقع التربوي
recent

أبرز العناوين

recent
جاري التحميل ...

الأسرة والمدرسة تعاون وتكامل

الموقع التربوي

الأســـــــرة والمــــدرســـــة

                     تعاون وتكامل                                 

            إن التكامل بين الأسرة والمدرسة ليس مجرد تفاعل بين مؤسستين تربويتين، بل هو ضرورة حتمية من أجل تحقيق تربية شاملة ومتوازنة لأبنائنا طيلة المرحلة الدراسية. فمن خلال التعاون والتواصل المستمرين، يمكن للأسرة والمدرسة أن تسهما معا في بناء جيل قوي وواعٍ، قادر على مواجهة تحديات الحياة بنجاح.

تصبو هذه المحاولة المختصرة إلى إثارة موضوع مُلِحٍّ، قد يسهم في بناء جيل صالح وفق مقومات قوية تربوية.

       ونركز من خلال هذا المقال التربوي الذي يأتي في سلسلة مقالات تربوية في المجال، على مؤسستين تربويتين لهما علاقة مباشرة ومؤثرة بالأبناء، وهما الأسرة والمدرسة، ونتطرق إلى جانب العلاقة التكاملية التعاونية بينهما ومدى أهميتها.

الأســــــــرة

         تشكل الأسرة وحدة اجتماعية مهمة. وهي من أهم مؤسسات المجتمع، لكونها المكان الذي يتم فيه تنشئة الأفراد وتوجيههم في مراحلهم الأولى من الحياة، فهي توفر لهم الرعاية النفسية والجسدية والتعليمية. والأسرة ليست فقط رابطة بيولوجية، بل هي أيضًا نسيج اجتماعي، وثقافي يتأثر بالظروف الاجتماعية، الاقتصادية، والثقافية للمجتمع الذي ينتمون إليه.

        توفر الأسرة الحماية من المخاطر النفسية والاجتماعية، وتعمل على توفير الأمن والدعم العاطفي. كما تعتبر الأساس للرعاية الصحية والنفسية للأطفال، وتُعدُّ المؤسسة الأولى التي يتعلم فيها الطفل القيم والمبادئ والأخلاق.وهي المحضن الذي يتعلم فيه النشأ كيفية التفاعل مع الآخرين، ويتم غرس القيم الثقافية والدينية..

وبهذا تشكل حجر الزاوية في بناء المجتمع عبر رعاية الأفراد وتوجيههم في مسيرتهم الحياتية، ولها من التأثير الكبير والراسخ في بناء الشخصية والقدرات الفكرية والنفسية شأن عظيم.

المدرسة

      تعد المدرسة مؤسسة تعليمية منظمة، تعمل على توفير بيئة تعلمية بشكل أكاديمي، وتنمية المهارات المعرفية والاجتماعية لدى التلاميذ، وهي المكان الذي يتعلم فيه الفرد بشكل منظم وأكاديمي، كما أنها تسهم في تطوير شخصيته، وتعليمه قيماً وأخلاقا ومهارات اجتماعية، للاندماج في المجتمع بشكل سليم وجيد. والمدرسة مجال مهم وخصب لاكتشاف المواهب في كل المجالات بهدف تطويرها سواء الفنية أو الرياضية وغيرها.

إن المدرسة ليست مجرد مكان يتلقى فيه الطلاب التعليم الأكاديمي، بل هي بيئة تربوية متكاملة تسهم في تنمية مهاراتهم الحياتية والشخصية. من خلال توفير مناهج تعليمية متطورة وبرامج تربوية متنوعة، وتلعب المدرسة دورًا كبيرًا في إعداد الأفراد لمواجهة تحديات الحياة وتحقيق النجاح في المستقبل.

العلاقة بين الأسرة والمدرسة

       يتفق جميع العلماء والمتخصصين والتربويين على أهمية دور الأسرة في تنشئة ورعاية الأبناء، فالأسرة توفر الاحتياجات النفسية من حب وأمان وتحسيسهم بالرغبة والقبول. ومن الأسرة يتعلم الأبناء الخطأ والصواب والتشجيع والرغبة في التعلم، کما يجدون المُثُل التي يقتدون بها، وأكثر شيء يحتاجه الأبناء من آبائهم هو بذل الوقت والحرص والتتبع والتوجيه.

       تعتبر العلاقة بين الأسرة والمدرسة تكاملية تبادلية، يشكل الأبناء في هذه العلاقة الهدف التشاركي الأساس، فالأسرة أساس بناء ممهدات الحياة ونجاح الأبناء، وهي نموذج لمجتمع مصغر، وللأسرة المستقرة تأثير ودور لا يعوضه شيء، ففي أجواء الاستقرار والاهتمام والحب والمودة والرحمة يَنبعث في نفس الأبناء الأمان والطمأنينة، وينتج عنه تحقيق الاستقرار والثبات الانفعالي. وهنا تتجلى بشكل أساس أهمية تحقيق التعاون بين الاثنين.

التكامل بين الأسرة والمدرسة

      إن التكامل والتعاون بين الأسرة والمدرسة ليس مجرد تفاعل بين مؤسستين تربويتين، بل هو ضرورة حتمية من أجل تحقيق تربية شاملة ومتوازنة للأجيال وتحصيل دراسي متميز. ويتحقق هذا من خلال التعاون والتواصل المستمر، يمكن للأسرة أن تقوم بعمل تشاركي تعاوني مع المدرسة، لِيُسهما معا في بناء جيل قوي قادر على الاندماج ومواجهة تحديات الحياة بنجاح.

     يعتبر التكامل بين الأسرة والمدرسة ضرورة ملحة في لتعزيز العملية التربوية التعليمية، وتحقيق أفضل النتائج الممكنة للأبناء. ويتجلى هذا التكامل والتعاون في عدة جوانب نذكر منها على سبيل المثال:

1-         التواصل والمتابعة الدائمة:

      يعد التواصل المستمر بين الأسرة والمدرسة أساسًا رئيسًا لنجاح أبنائنا في دراستهم، فالأسرة تلعب دور التحفيز والتشجيع، كما يمكنها توجيه المدرسة في الحالات التي تتطلب التدخل أو الملاحظة. والمتابعة الدراسية عن طريق الدعم والتشجيع، وتوفير الجو المناسب، فالتحصيل الدراسي لا يعتمد فقط على الذكاء أو القدرة الأكاديمية، بل يرتبط بشكل كبير جدا على الدعم النفسي والعاطفي الذي يتلقاه الأبناء.

2-       التكامل في بناء القيم:

        يكتسي التكامل في بناء القيم أهمية كبيرة، فالقيم والمبادئ التي يتعلمها الطفل في البيت متوافقة مع ما يتعلم في المدرسة، مما يعزز من قوة الرسالة في بناء القيم والمبادئ. مثلاً، إذا كان الطفل يتعلم في المنزل احترام الغير وتقديره، فإنه سيجد هذا مدرسا في المدرسة، مما يسهل عليه تبني هذه القيم في حياته اليومية, وطيلة حياته ليظهر عليه أثرها أدبا وسلوكا.

3-        الدعم النفسي والعاطفي:

         يواجه أبناؤنا في بعض الأحيان تحديات نفسية أو اجتماعية وفي كثير من الأحيان تعليمية، قد تؤثر على تحصيلهم الدراسي. وهنا يأتي دور التعاون وتظافر الجهود بين الأسرة والمدرسة في تقديم الدعم النفسي المناسب للطفل من خلال جلسات استشارية أو متابعة حالته مع المرشدين النفسيين إذا استدعى الأمر، مع تجنب السقوط في إلقاء اللوم على جهات أخرى مما يؤثر على الأبناء سلبا.

4-        الأنشطة المشتركة:

         لا يخفى على كل منا أهمية الأنشطة الموازية، ودورها في بناء شخصية الأبناء وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، ويمكن للأسرة والمدرسة في هذا المجال أن تتعاونا في تنظيم الأنشطة التربوية والثقافية والاجتماعية، التي تشجع على إبداع الطفل، وتعزز من مهاراته. مثل تنظيم الرحلات المدرسية، الأنشطة الرياضية، أو الورشات الفنية التي تتطلب مشاركة الأسرة وغيرها من الأنشطة الاحتفالية والتتويجية، وسيكون لنا عودة في مقال تفصيلي فيما يخص هذا المجال الخاص بالأنشطة الموازية.

خلاصة

            يفرض علينا الواجب والمسؤولية أمام الله تعالى، والأمانة التي أودعنا إياها في الدنيا من رعاية الأبناء، والحرص عليهم، وتربيتهم أحسن تربية وفق ما يرضيه تعالى، أ ن نبذل كل الجهد والوقت، ونتخذ كل الأسباب المادية والمعنوية، وألا نغفل عن الدعاء والتضرع الى الله تعالى ليعيننا على هذه الأمانة وننشئهم وفق المنهاج الصحيح. وعلينا أن نتسلح بالصبر، والاضطلاع، والقراءة، والبحث حتى يكون لنا زاد من المعرفة نستعين به على تربية أبنائنا.


    بقــــــلم عبد الفتـــــاح حـــــاجي

مختص اجتماعي

 مهتم بتطوير ذكاء التلاميذ وتتبع صعوباتهم

فاعل سوسيو تربوي

منشط ثقافي

 

عن الكاتب

الموقع التربوي

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

جميع الحقوق محفوظة

الموقع التربوي